يُعتبر التفكير من النشاطات الجيدة والطبيعية، إلا أن التفكير المستمر في جميع الأمور الكبيرة والصغيرة يُتعب الإنسان، لا سيما إذا تجاوز الأمر الحد الطبيعي، حيث يسبب هذا النمط من التفكير العديد من المشاكل للشخص الذي يعاني منه؛ كالنوم المتقلّب والأرق، مما يقلق راحة الشخص وينغص عليه عيشه. فيجب أن يكون الإنسان على عِلم بأن الحياة غير كاملة وأن هناك العديد من المتغيرات المتباينة والتي تجذب الانتباه أو تشتته، كما أن كثرة التفكير تبعد الإنسان عن الوصول إلى غاياته، وتضيع عليه الفرص والوقتوتعني المبالغة في التفكير تضييع الوقت في التفكير والتحليل بطريقة مبالغ فيها، مما يتسبب بالضرر الكبير وشعور الإنسان بالقلق، ويؤخر عملية الوصول إلى حل المشكلة التي تشغل بال الشخص، حيث إن مناقشة الإنسان لكل صغيرة وكبيرة في حياته بتسبب في ظهور العُقد ويجعل اتخاذ القرارات أكثر تعقيداً.


طرق التخلص من كثرة التفكير هناك العديد من الطرق التي تساعد على التخلص من كثرة التفكير، ومن أهمها ما يأتي:

تحديد الوقت لاتخاذ القرار: وهي من الأمور التي تُسهّل طريق الإنسان وتساعده على التوقف عن التفكير، حيث إن تحديد الوقت يساعد الشخص على حسم القرار ومكافحة التردد، كما إن معظم القرارات لا تحتاج الكثير من الوقت ما عدا القرارات الصعبة.

الواقعية والتسليم بالقدر: على المرء أن يدرك وجود العديد من المتغيرات في الحياة والتي لن يستطيع تغييرها لأنها مقدرة وحتمية، وما يستطيع فعله هو التسليم بها والسيطرة على مخاوفه، وهو ما يُعتبر أحد أهم الدروس التي تساعد على التوقف عن التفكير، لذا يجب معانقة المخاوف وعدم الخوف من التعثر، حيث إن تلك السيطرة سوف تجعل الإنسان يتعلم قيمة دروس الحياة، وأن كل فشل سوف يخدم ويساعد على النمو.

اتباع خطة مكتوبة: من أهم الاستراتيجيات الفعّالة التي تساعد على التخلص من كثرة التفكير اختيار الخطط اليومية للأسبوع، وكتابة الأمور التي يجب القيام بها، مع كتابة الحركات التي يجب اتباعها من أجل الوصول إلى الأهداف، ومتابعة الإنجاز والتقييم الشخصي اليومي.

حرق بعض السعرات الحرارية: إن القيام ببعض التمارين الرياضية يساعد على تخليص العقل من الأفكار السلبيّة، ويُساعد الإنسان على الحفاظ على عقل سليم وجسم صحي، حيث إن قيام الإنسان بأي نشاطات يحبها حتى ولو كانت لمدة خمس دقائق، سيُساعد الشخص على اتخاذ القرارات بشكل أفضل.

التأمل: وهوما يساعد على الاسترخاء وتخليص العقل من الأفكار، عن طريق التركيز والتنفس ببطء وعمق، حتى ولو كان التمرين لمدة عدة دقائق، مما يُساعد على وضع الأمور في نصابها وإيقاف كثرة التفكير.

القراءة: إن قراءة الكتب الملهمة يساعد على تطوير طريقة التفكير لتصبح إيجابية ومتحفّزة، إن المفتاح هو تحويل الأمور التي تجعل الإنسان أقرب مما هو يريد.

التحدث مع مرشد: إن التحدث مع شخص ذي كفاءة وطلب المساعدة منه يُساعد على التغلّب على المبالغة في التفكير.

القيام بأمور عفوية: وهي إحدى أهم الطرق التي تساعد على تصفية الذهن، ويظن الكثيرون أنهم غير قادرين على القيام بالنشاطات العفوية بسبب العمل أو العائلة، إلا أن العفوية من الأمور البسيطة مثل تجربة طعام جديد، أو مشاهدة برنامج جديد، أو الذهاب إلى نادٍ رياضي.

ملاحظة المبالغة في التفكير: تعتبر الملاحظة من أولى الخطوات للتخلص من كثرة التفكير، حيث يجب أن ينتبه الإنسان عندما يفكر في الأمور كثيراً، أو يقلق بشكل كبير على الأمور التي لا يستطيع التحكم بها.

تحدي الأفكار: ويعني هذا تحدي الأفكار السلبية والابتعاد عنها، والاعتراف بأن الأفكار السلبية مبالغ فيها مع استبدال الأخطاء قبل أن تتسبب في أمور أخطر.

التركيز على حل المشكلات: ويكون ذلك عن طريق البحث عن حلول، والتعلّم من الأخطاء من أجل تجنب ظهور أي مشاكل مستقبلية.

التفكير في البدائل السعيدة: وهي إحدى الوسائل الإيجابية والصحية التي تساعد على التخلص من كثرة التفكير، حيث إن الانخراط في نشاطاتٍ يُحبّها الشخص لها الأثر الكبير على تحسين مزاجه وصرف تفكيره الزائد، ومن أمثلة هذه النشاطات: الرقص، والحياكة، والرسم.

الأوضاع المؤقتة: يجب أن يعطي الإنسان نفسه وقتاً بسيطاً من أجل التفكير، والتحليل، والقلق. ومن النشاطات اللطيفة التي تساعده على التخلص من المؤرقات استخدام ورقة وقلم وكتابة جميع الأمور التي تسبب القلق، ثم تمزيقها والتخلص منها.

التوقف عن الجري خلف الكمال: يطمح العديد من الناس إلى بلوغ الكمال، ولكن يجب أن يدرك الشخص أن فكرة الكمال بحد ذاتها هي فكرة غير واقعية، وأن على الإنسان أن يقدم أفضل ما لديه، ثم يتقبل ويرضى بأدائه.

التخلص من الخوف: يجب أن يُجابه الإنسان خوفه، سواء كان سببه فشلاً سابقاً، أو الخوف من فشلٍ مستقبليٍ، حيث يجب أن يعطي الإنسان لنفسه بدايةً جديدةً ومكاناً جديداً للبدء