لغة العيون. مصطلح يستعمل في علم النفس لمعرفة و تحليل الحالة النفسية التي يكون عليها الشخص من خوف أو قلق و اضطراب.

العين تخبر على صدق الشخص أو حميميته , من منا لم يستعمل عبارة "حط عينك بعيني " ليتأكد من صدق نوايا المتحدث , ذلك ان من يراوغ ويناور يتحاشى التماس المباشر مع العيون.

كذلك يلاحظ ان الانسان حينما يفكر بالماضي أويستحضر معلومة من الماضي فإنه ينظر للأعلى ثم إلى اليسار أما من يفكر بالمستقبل أو يحضر لشيء يقوله فعلى الاغلب أن ينظر للأعلى اليمين ,فإذا ماسألت شخصا عن تجربة له في الماضي فسرح وحدق للاعلى واليمين فعلى الاغلب انه يؤلف جوابا ولا يستحضر ذاكرة. أما اذا كنت تحدث شخصا ولاحظت انه يكثر من وضع يده على انفه وفمه او فرك عينه فهو على الاغلب لايصدق ماتقول او انه في احسن الاحوال يتشكك به أما ان فعل ذلك محدثك فتشكك انت فيما يقول!

أيضا..من منا لم يتضايق اذا شعر ان شخصا ما اطال التحديق لمدة تطول عن 15 ثانية بل ان كثيرا قد يرى في هذا دعوة للتحدي .أما تحديق المحب فمختلف حيث يكون الجفن فيه مرتخيا والجبين منبسطا و قديما قالت العرب الصب تفضحه عيونه.

نظرة العين من بين أبرز أسرار النفس البشرية، من خلالها نتعرف إلى العالم، ونرى فيه الجمال والقبح، ونتعرف على الآخرين ونتواصل معا، ويظهر فيها فرحنا وغضبنا ورضانا على الحال أو الأشخاص أو عدم رضانا عنهم، نستمتع من  خلالها باللحظات الجميلة وننزعج من اللحظات السيئة.

يرى جون أموديو، أنه يمكن للبشر التواصل عن طريق العين، من دون حروف ولا حركات، ومن هذا تواصل المواليد حديثي الولادة الذين لا يملكون وسائل تواصل مع أمهاتهم إلا بأعينهم.

كثير من البشر لا يدرك أن هاتين الفتحتين الغائرتين في الجمجمة يوفران طاقة هائلة للتواصل والتعبير، خاصة فيما يتعلق بالأحاسيس والعواطف والمشاعر، وربما كان عدم قدرة العين على التعبير عن مكنونات النفس وأحاسيسها سببا في برودة أو انتهاء الكثير من العلاقات بين الجنسين. ويقول جون أموديو: "الكثير منا يرغب في أن يكون مفهوما ومقدرا وفاعلا، لكن هل يستطيع الكثيرون الوصول إلى هذه الأمور بالفعل، يحدث هذا أحيانا لكن في معظم الأحيان لا يتحقق، تعبيرات عيوننا تجلب لنا الفرحة، لكنها أيضا يمكن أن تكون سببا في شعورنا بالخوف أو الحزن".

عندما ينظر الناس إليك، ماذا يحدث في داخلك؟ كيف تشعر؟ هل تتمكن من التواصل مع الآخرين من خلال نظرة العين أم لا تتمكن من ذلك؟ إنها بالنسبة للبشر أمور محيرة وربما مخيفة أو كلاهما معا؟

أن تكون متابعا من جانب الآخرين، ربما يكون أمرا محببا، ولكن هناك كثيرون يرون ذلك أمرا مروعا ومضجرا لأنه يجعل الآخرين مطلعين على خصوصياتهم أو يتدخلون في أمورهم ولا يمنحونهم الراحة والخصوصية.

"الجحيم هو الآخر"هكذا قال الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، ويرجع ذلك جزئيا إلى قدرة أبصارنا على رؤية الخير في الآخرين، بينما يراك الآخرون ككائن طبيعي له سلبياته وإيجابياته، وهناك كثيرون يخشون من تحمل العبء تجاه أي تصورات سلبية محتملة يراها فيهم الآخرون.

عندما تنظر في عيني شخص آخر، هل تستطيع ملاحظة حكمه على شخصيتك؟ هل تميل إلى وضع الناس في مكان محدد من حياتك أم تترك لهم الفرصة للتعمق أكثر في حياتك وخصوصياتك.

ربما إذا مارسنا متابعة الناس والحكم على شخصياتهم بطريقة أكثر انفتاحا وباستخدام أعيننا التي لا تركز على السلبيات فقط، فإننا قد نحدث معهم تواصلا أكبر ويكون لدينا المزيد من العلاقات والأصدقاء التي ربما تستمر لفترات أطول من المعتاد.

اتصال العين، مصاحبة مع الاتصال الحسي المادي يمكن أن يصبح نوعا من الممارسة الذهنية، ويمكن أن نلاحظ تحركات المعدة أو خفقات القلب ونحن نحدق في عين الشخص، خاصة لو كان من المقربين إلينا، تلك الأمور تكون أكثر وضوحا في ملاحظة حركات من نحبهم، والذين تتبع أعيننا كل حركاتهم حتى غير الملفتة منها بما يولد شعورا لذيذا من الدفء، أو ربما الهيام.

إذا كنت من الأشخاص أقوياء الملاحظة، ربما يمكنك أن تدرك كيف يمكنك ملاحظة أمور في شريك حياتك لا تنتبه لها في أشخاص آخرين، وربما يكون هذا الأمر متكررا بقدر ما مع أصدقائك المقربين بخلاف الآخرين.

ويختم المعالج النفسي قائلا "لكن هذا لا يعني أبدا أن تستمر في التحديق في وجوه الناس وأجسادهم، بشكل يجعلهم يشعرون بالريبة من تصرفاتك، فهناك إيقاع طبيعي للنظر إلى الناس قبل أن تشيح بنظرك بعيدا"